أما حكم الشريعة الاسلامية في التبرع بقرنية العين فقد ورد في رد دائرة الإفتاء على سؤال سمو الأمير رعد بن زيد رئيس جمعية أصدقاء بنك العيون الاردني عن حكم الشريعة في تبرع المواطنين بقرنيات عيونهم بعد الوفاة ما يلي
ان نقل الاعضاء من الاموات الى الاحياء فيه حفظ للنفوس التي حثت الشريعة الاسلامية بوجوب المحافظة عليها
إن أخذ قرنية الميت لزرعها في عين انسان حي لإستعادة بصره هي تكريم للإنسان المتبرع حيث يفتح له باب الأجر والثواب، ولا يعد هذا من قبيل المثلة لأن المثلة التي قصدها الرسول صلى الله عليه وسلم هي التي يقصد بها إهانة الميت والاستخفاف بشأنة وانتهاك حرمته
دعت الشريعة الاسلامية الى التداوي، قال الرسول صلى الله عليه وسلم “إن الله انزل الداء والدواء وجعل لكل داء دواء، فتداووا ولا تتداووا بحرام”
يدخل التبرع بقرنيات العين الى الآخرين المصابين بفقد البصر في مفهوم الصدقة التي حثت الشريعة الاسلامية على بذلها للآخرين من ذوي الحاجات. قال الرسول صلى الله عليه وسلم: “من نفس عن مؤمن كربة من كرب الدنيا، نفس الله عنه كربة من كرب يوم القيامة، ومن يسر على معسر يسر الله عليه في الدنيا والآخرة، والله في عون العبد ما دام العبد في عون أخيه
يمكنك القيام بزيارة لبنك العيون الأردني حيث بإمكانك معرفة المزيد عن عملية التبرع بالقرنية
أو بإمكانك الإتصال بإحدى هواتف البنك للإستقسار المباشر
ويعتبر التبرع بالقرنيات عمل خيري ينم عن وع
بعد حصول الوفاة يتم تبليغ بنك العيون عن رغبة أهل المتوفى بالتبرع بقرنياته، حيث يتم أخذ القرنيات مباشرة ويجب أن يتم التبليغ خلال 24 ساعة من إعلان الوفاةي داخلي بأهميته
أما رأي الشريعة المسيحية عن تبرع المواطنين بقرنيات عيونهم بعد الوفاة جاء في
كلمة الأب نبيل حداد رئيس مركز التعايش الديني
بسم الله الواحد الأحد خالقنا جميعا الذي إياه نعبد وإياه نستعين مسيحيين ومسلمين
سيدي الأمير الإنسان، أميرنا الطيب
أصحاب المعالي والعطوفة والسعادة
صاحب السماحة أستاذنا ومعلمنا أخي الكبير الشيخ عبد الكريم الخصاونه مفتي عام المملكة
أيها الحفل الكريم .. أسعد الله أوقاتكم
ما أجمل أن نجتمع ههنا اليوم . نجتمع ونحن نرسم في لقائنا هذا، صورة ولا اروع للحب وصورة للإنسانية وصورة للخُلُق
اليوم نسجل شهادة للوطن. هذا الوطن الذي يجمعنا تحت سمائه المباركة على هذه الأرض المباركة في مسيرة مباركة
اقول : السلام لكم أنتم يا أصحاب التقدير الذين تبرعتم
تبرعتم فنلتم شهادات التقدير، وقبلها ومعها وبعدها، تنالون تقدير السماء والرضا
طوبى للذين يصنعون الخير والسلام. ولكم أيضا اقول : طوباكم فانتم فائزون
في موقف كهذا، سيدي صاحب السمو، يكون الحديث عن موقف الدين طيبا
ألا نرى في فعل من نكرمهم،في هذه القاعة، تجسيدا لوصية السماء وأوامر الدين وكتبنا المقدسة
نحن جميعا نتفق. وموقفنا واحد ٌ وهو أن السماء تأمر أن يحب الإنسان قريبه-الذي هو أخوه- كنفسه. وهل هناك -كما يقول الكتاب المقدس-“حبّ أعظم من هذا، ان يبذل الانسان نفسه من أجل احبائه”
اللقاء اليوم، في هذه القاعة، هو لتكريم من تبرعوا. فنتوقف عند هذا التبرع الكريم وعند هذا الحب. نتوقف باحترام عند هذا الكرم المستند الى الايمان، وهو في أساسه مزيّن بالحب للأنسان والسعي الى مرضاة السماء
يقول الكتاب المقدس “اكنزوا لكم كنوزاً في السماء، حيث لا يفسد سوسٌ ولا صدأ ولا ينقبُ السارقون ولايسرقون”
إن كنزنا هو ان نفعل الخير. فهل يمكن لفعل الخير ان يكون اجمل واطيب وانبل واسمى واقدس واكثر بركة من هذا الكرم وهذا الحب وفيه تقدمة ولا أغلى لشخص يحتاج إلى نعمة البصر؟ وكأني بالسيد المسيح له المجد، ايها الاحبة، يربّت اليوم على اكتاف الذين تبرعوا. لقد كان السيد المسيح حريصاً على ان يعالج المريض ويشفي السقيم ويعطي للاعمى فيبصر وللمشلول فيقف ويستقيم. وكأني بالسماء تفرح معنا وتقول: بوركت هذه الجهود الطيبة
صاحب السمو .. أيها الحفل الكريم
اننا في هذه القاعة متفقون. وما نحن بصدده تجسيد لرأي الدين في المسيحية وفي الاسلام. هنا الرحمة والمحبة تتلاقيان
إن الحاجة تدعونا ان نصل الى الاخرين لنقول لهم ان هذا هو بحقٍّ ما يأمر به الايمان. والاردنيون بطبعهم لا يخذلون نداء السماء ولا نداء الوطن ولا نداء قيادتهم
السيد المسيح يقول لنا في الكتاب المقدس ” مجّدوا الله في اجسادكم وفي أرواحكم فهي لله”. هذا الجسد لا نمتلكه نحن. بل هو للخالق وهو الذي يمتلكه. وهو سبحانه الذي يستحق التمجيد
اقف اليوم معكم لاقول للاهل الكرام الذين تبرعوا للاخوة الذين استفادوا من هذا التبرع: هذا هو التكافل
هذا هو الحب. وهذا هو نهجنا نحن كاردنيين يؤمنون بالسماء وبالوطن وبكرامة هذا الوطن وبكرامة انسانه
وما امتداد اليد لتساعد من يحتاج، الّا فعل محبة وصدقة، به نكون الى الله والى السماء أقرب
بورك فيكم